إدارة الشئون الفنية
ومن يتق الله يجعل له مخرجا

ومن يتق الله يجعل له مخرجا

26 يونيو 2020

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

بتاريخ 5 من ذي القعدة 1441هـ - الموافق 26 / 6 / 2020م

]وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [

إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا  [الأحزاب:70-71].

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أَيُّها الإِخْوَةُ المسلمونَ: 

إنَّ خَيرَ مَا يُرْزَقَهُ المرءُ بعدَ الإِيمانِ: تَقْوى اللهِ رَبِّ العالمينَ، فَهِيَ وَصيَّتُه سُبحانَهُ لِلأَوَّلينَ والآخرينَ، قَال تَعالى: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإيَّاكُمْ أنِ اتَّقُواْ اللَّهَ [ النساء:131]. وَهِيَ أكْرمُ مَا يُسِرُّه الإنسانُ، وَأجملُ مَا يُظْهرُهُ، وَأَفْضلُ مَا يَدَّخرهُ ﴿يَا بَنِي ءَادَمَ قَدْ أنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذلك خَيْرٌ [الأعراف:26]. وَقدْ كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكِّرُ بِها فِي كُلِّ خُطَبِهِ. وَهيَ التِي يُوصي بِها الوُعَّاظُ وَالعلماءُ، وَالمُرْشدونَ وَالخُطَباءُ.

وَحقيقَةُ التَّقوَى: أَنْ يَفْعلَ العَبْدُ مَا أمَرَ اللهُ بِهِ، وَيتْرُكَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ، فَلا يَرَاهُ حَيثُ نَهاهُ، وَلا يَفْقِدُهُ حَيثُ أَمَرَهُ، يَخْشى اللهَ في السِّرِّ وَالعَلَنِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «اتَّقِ المَحَارِمَ تَكُنْ أعْبَدَ النَّاسِ»[رواه أحمد والترمذي وغيرهما]. وهِيَ وَصيَّةُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  لَنا فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمكانٍ، سَفَراً وَحَضَراً؛ قالَ أبو ذَرٍّ رضي الله عنه: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأتْبِعِ السَّيِّئةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»[رواه أحمد والترمذي].

عِبَادَ اللهِ:

إنَّ تقْوى اللهِ تَعَالى مِنْ أَعظمِ مَا يُمْكِنُ لِلْمسلِمِ أَنْ يَتسلَّحَ بِهِ لِمواجَهَةِ أَيِّ بلاءٍ، وَالوقايَةِ مِنْهُ، وَالمساهَمَةِ فِي الحَدِّ مِنِ انْتشارِهِ، وَتَجاوُزِ الأزَمَاتِ وَتَجَنُّبِ آثارِها، ذَلِكَ أنَّ اللهَ سبحانَهُ وَتعَالى  يُوفِّقُ أَهْلَ التَّقْوَى إِلَى الأَقْوَالِ السَّدِيدةِ المُسْتَقيمَةِ، التِي لَا اعْوِجَاجَ فِيها وَلَا انْحِرَافَ، فَلا يَسيرُ فِي وِشَايَةٍ وَلَا نَشْرِ إِشَاعَةٍ، وَإنَّ اللهَ سُبحانَهُ وَتعالَى يُوفِّقُ أَهْلَ التَّقْوَى لِلْأعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَيُنَمِّي فِيهِمْ حِسَّ المَسؤُوليَّةِ تُجَاهَ الآخرينَ وَتُجاهَ بَلَدِهِمْ، فَلَا يَعْمَلُ عَمَلًا يَرَى فيهِ إِمْكَانِيَّةَ الضَّرَرِ بالآخَرين، أَوْ نَقْلِ العَدوَى لَهُمْ بِمَا يُمْكِنُ أَنْ يُمْرِضَهُمْ وَأُسَرَهُمْ، قال الله تعالى: ﴿يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70- 71]. وَإِنَّهُ مَنِ اتَّقَى اللهَ يَسَّرَ لَهُ أمْرَه، وَغَفَرَ لَهُ وِزْرَهُ، وَأَعْظَمَ لَهُ أَجْرَهُ؛ فَقدْ قَالَ سُبحانَهُ: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أمْرِهِ يُسْرًا. ذَلِكَ أمْرُ اللَّهِ أنْزَلَهُ إلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أجْرًا [الطلاق: 4و5].

مَعْشَرَ المُسْلِمينَ: 

وَفِي تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تَقويَةٌ لإِيمانِ العَبْدِ بِرَبِّهِ وَتَوكُّلِهِ عَلَيهِ فَبِهِ يَعْلَمُ عِلْمَ اليَقِينِ أَنَّ النَجاةَ مِنْ أيِّ كَرْبٍ أَوْ مَرَضٍ أَوْ بَلاءٍ فِي الحَالِ وَالمَآلِ لَا يكُونُ إِلَّا مِنَ اللهِ تَعَالى؛ قَالَ اللهُ تَعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ[الطلاق:2،3]. ذلك أن أَهْلَ التَّقْوَى فَازُوا بَمَحَبَّةِ اللهِ وَمَعِيَّتِهِ، وَظَفَرُوا بِرِضْوَانِه وَجَنَّتِهِ؛ قَالَ عَزَّ مِنْ قائلٍ: ﴿ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [ البقرة:194]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [التوبة:7].

وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ تَعَالى أَنَّ تقْوَى اللهِ مَجْلَبَةٌ للبَرَكَاتِ وَالنِّعَمِ، مَطردَةٌ للبَلايَا وَالنِّقَمِ، فَمَا تُدْفَعُ الأَمْرَاضُ وَالأَوْبِئَةُ بِأَفْضَلَ مِنْ تَقْوى اللهِ العزيزِ الوَهَّابِ، كَما قَالَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ: ﴿وَلَوْ أنَّ أهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأخَذْنَاهُمُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأعراف 96].

بَارَك اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الوَحْيَينِ، وَجَعَلنِي وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ المُتَّقِينَ، أَقولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَلِيَّ العَظِيمَ، وَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هوَ الغفورُ الرَّحيمُ.

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمينَ، وَالعاقبةُ للمتقينَ، وأَشْهدُ أن لَّا إِلهَ إِلَّا اللهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِلهُ الأَوَّلينَ وَالآخرينَ وَوَليُّ الصَّالحينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَخَلِيلُهُ، سَيِّدُ المُرْسَلِينَ وَخَاتَمُ النَّبيينَ، صَلَّى اللهُ عليهِ وَعَلى آلهِ وصحْبِهِ أَجْمعينَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثيراً إِلى يومِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ وَهُداهُ؛ تُفْلِحُوا وَتَفُوزُوا بِجَنَّتِهِ وَرِضَاهُ. 

إِخْوةَ الإِسْلامِ:

أَبْشِرُوا بِالفَرَجِ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ اللهِ في خَلْقِهِ أنْ يجْعلَ لِكُلِّ هَمٍّ فرجًا وَلِكُلِّ ضِيقٍ مخْرَجًا، فَتَأمَّلُوا يا عبادَ اللهِ كيفَ جعلَ اللهُ ذَلكَ لِكُلِّ مَنْ وَقَعَ فِي شِدَّةٍ أوْ ضيقٍ مِنَ النَّبيِّينَ وَالصَّالحينَ، مخرجًا وبَرْدًا وَسَلامًا، وَلَا يُوجَدُ مَا يَدْعُو لِلْخوفِ وَالهَلَعِ وَإِنَّمَا هِيَ إجْرَاءَاتٌ طَبيعِيَّةٌ لِمواجَهَةِ البَلاءِ وَالتَّصَدِّي لِلْأَزَمَاتِ، وَهِيَ مِنْ بَابِ الأَخْذِ بِالأَسْبابِ، فَكُلُّ مَا تَسْمَعُونَهُ وَتُتابِعُونَهُ مِنْ إجْراءَاتٍ هُوَ مِنْ بابِ الأَخْذِ بِالأسْبابِ، لِدَفْعِ الضُّر عَنَّا جَميعًا وَحِمايَةِ أَمْنِنَا وَصِحَّتِنَا، فَاصْبِرُوا وَاحْتَسِبُوا، فَإِنَّ اللهَ وَعَدَ الصَّابِرينَ أَجْرًا عَظِيمًا، وَتَوكَّلُوا عَلَى العَزِيزِ الغَفَّارِ، وأَدُّوا الَّذِي عَلَيكُمْ مِنْ طَاعَةِ الجَبَّارِ، وازْرَعُوا فِي قُلوبِكُمْ تَقْواهُ عَلَى أَتَمِّ حَالٍ وَأَبْشِرُوا بِمَا وَعَدَكُمْ جَزَاءَ ذَلِكَ مِنَ الحَياةِ الطَّيِّبَةِ فِي الدُّنْيا وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ فِي الآخِرَةِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ [الأنبياء: 87]، وللهُ دَرُّ القَائِلِ:

وَلَرُبَّ نَازِلَة ٍ يَضِيقُ لَهَا الْفَـــــــــــتَى               ذَرْعًا وعندَ اللّهِ منها المخــرجُ

ضاقتْ فلما استحكمَتْ حلقاتُهــــــا                فُــرِجَتْ وكنْتُ أظنُّها لا تفرجُ

فَمَنْ مُلِئَ قَلْبُهُ بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى عَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا إِذَا دَعَاهُ أَجَابَه ُوَإذَا سَأَلَهُ أعطاهُ وَإِذَا اسْتَعَاذَ بِهِ أَجَارَهُ وحَمَاهُ، يَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لَا يَذَرُهُ فَرْدًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ.

اللَّهُمَّ اجعلْ لنَا مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ومِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، اللَّهمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ. اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا البَلاءَ وَالوباءَ وَالغَلاءَ، اللَّهُمَّ إنّا نسْألُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ نسْألُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِيننا وَدُنْيَانا وَأهْلِنا وَمَالِنا، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنا وَآمِنْ رَوْعَاتِنا، وَاحْفَظْنِا مِنْ بَيْنِ أيدينا وَمِنْ خَلْفِنا، وَعَنْ أيَمِاننا وَعَنْ شِمَائلنا، وَمِنْ فَوْقِنا، وَنعُوذُ بِكَ أنْ نُغْتَالَ مِنْ تَحْتِنا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ والمُسْلِمَاتِ؛ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى المُسْلِمِينَ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجيبُ الدَّعَواتِ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَميرنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَواصِيهِمَا لِلبِرِّ وَالتَّقْوى، وَاجْعَلْ هَذا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمينَ.

الرقعي - قطاع المساجد - مبنى تدريب الأئمة والمؤذنين - الدور الثاني